|.|.| الشمس تُشرق من .... الغرب!! |.|.|


	يبدو أنّنا سنظّلُّ نُعيد نفس الأخطاء تماما كما يحلو للتاريخ أن يعيد نفسه : تتوالى الأحداث وتتشابه مخلفاتها ونتائجها وأصدق ما يتمتم به آخر من يلفظ أنفاسه منّا : أُكلتُ يوم أكل الثور الأبيض ! في إقرار جدُّ متأخرٍ فات آوانه . أحداث كثيرا ما ذكرتني في حيثياتها بعبارة دأبت جدّتي الأمية (وغيرها) على جعلها مرادفا للمستحيل : سيحدث ذلك عندما تشرق الشمس من الغرب ! ولست أختلف معها في ذلك كثيرا رغم أنّنا ومنذ أمد بعيد جعلنا من الغرب شمسنا وقمرنا على حد سواء! لست أعني ولا أبغي الحديث عن ذلك الإنبهار المشفوع بتقليد أعمى جعل التساؤل يتطور(ويا له من تطور) على مرِّ العقود من : قابليتنا للإستعمار إلى قابليتنا للعولمة! فنحن مغلوبين على أمرنا والمغلوب مُولع بإتباع الغالب حدَّ الإنصياع له أحيانا لكن ما أرومه هو ذلك الإنخداع بخطاباته وإدعائه إمتلاك الحلول السحرية لكل مشاكلنا رغم أنه ليس بعيدا عن منبعها . يالها من سخرية ! لقد نجح في إيهام صناع الوهم عندنا أنه ليس إلا أبا حنونا ولسنا إلا قُصّرا نفتقد للحكمة ونمارس العقوق أحيانا ونحتاج جراءه لتأديب ! وأضحوا يستنجدون به كلَّ مرّةٍ (ودونما حاجة لذلك غالبا بحكم سلطته الأبوية تلك !) ليحمينا من بعضنا ! ويفك مشاكساتنا الصبيانية التي لا تنتهي ! وفي غمرة ذلك تجاهلوا ونسوا أن يتساءلوا : لماذا لم يمارس سلطته في أماكن أخرى هي أحوج لتدخله؟ أليست تلك سياسته المفضلة : الكيل بمكيالين. لماذا لا يهتم إلا ب"المشاكسات"التي تدور رحاها قاب قوسين أو أدنى من آبار البترول ؟ ولماذا ينجح غالبا في تحويل المشاكسات إلى معارك طاحنة لا تبقي ولا تذر ؟ أسئلة وكثير غيرها ما كانت لتُطرح لو أن صُنّاع الأوهام عندنا أدركوا كما أدركت جدتي أن شمسنا لا يمكن أن تشرق من الغرب . لقلمك كامل الحرية في رسم المعالم التي تراها مناسبة لهذا المشهد الدرامي وحتى الكوميدي !