المدير المدير العام
عدد المساهمات : 137 تاريخ التسجيل : 16/11/2009 العمر : 35
بطاقة الشخصية العب معنــــــــــــــــا: 5
| موضوع: قصة بائعة لشموع..++==رائعـــــــــة الأربعاء ديسمبر 23, 2009 7:19 am | |
| بائعة الشموع
كان الجو ممطرا و باردا جدا في تلك الليلة ، و كانت العواصف تجتاح المدينة
و كادت أرصفة المدينة تخلو من المارة لأن تلك الليلة كانت ليلة عيد
فقد دخل كل الناس ليحتفلوا بالعيد في جو دافئ .
وحدها بائعة الشموع كانت تجوب الأرصفة عساها تجد من يشتري منها بعض الشموع لتسد
جوعها و جوع أمها المريضة و إخوتها الصغار .
كانت تمشي بخطى بطيئة و تتعثر في كل مرة ... كان إخوتها جائعون جدا فلم يأكلوا شيئا
لمدة يومين كاملين و حين يكون الجو باردا في تلك المدينة لا يخرج كثيرا من الناس...
في حقيقة الأمر كان الحذاء كبيرا حتى إنه ينفلت من قدمها أثناء سيرها ... إنه حذاء والدها ورثته منه
و حين أتعبها الحذاء الكبير ، تبين لها أنه من الأفضل أن تسير حافية القدمين حتى لا تتعثر مرة أخرى
و تتعرض للدهس .
في تلك الليلة ، لم تبع ولا شمعة واحدة ، كما أنه لا يمكنها العودة إلى البيت
خالية اليدين ، و خاصة أن الليلة ليلة عيد و إخوتها ينتظرون منها الحلوى إضافة إلى قوت يومهم الضروري
فكانت كلما باعت الشموع تشتري خبزا و حليبا لعائلتها و حين تربح مالا إضافيا تشتري به
بعض الحلوى لإخوتها ... و لكن في تلك الليلة الباردة كانت كلما شعرت بالبرد يسري في جسدها و فكرت
بالعودة إلى المنزل تذكرت بأنهم ينتظرونها وقد غلبهم الجوع فتأبى العودة بدون أن تجلب
لهم ما يمسك رمقهم و يسكت لهيب جوعهم ... إنها تريد أن تفرحهم كذلك بالعيد
إشتدت العواصف أكثر ، فاحتمت بائعة الشموع من المطر تحت جذع شجرة كبيرة
وأحست بالبرد يغمرها من جديد ، فملابسها القديمة مبللة على كاملها بماء المطر ، فكادت
يداها النحيلتان أن تتجمدا من شدة البرد ، فأمسكت شمعة و أشعلتها فانطفأت بالماء ، فأشعلت الثانية
فانطفأت فدعت الله أن يساعدها ... و لما أشعلت الثالثة سرعان ما شعرت بالدفء يسري في جسدها المنهك ،
و أضاء كل شيئ حولها ...
رفعت بائعة الشموع رأسها إلى السماء ، فرأتها مزينة بالمصابيح ، فأحست بالفرح و السرور
و شعرت بالدفئ يملأ المكان و رأت كل عائلتها و هي ساهرة في خفل العيد ...
أبوها ، أمها معها في دفئ لا مثيل له و إخوتها يأكلون الحلوى و يلعبون معها و يشكرونها على
ما جلبته لهم من حلويات العيد و بالونات و هدايا كثيرة و متنوعة ...
و رأت عائلتها كلها متجمعة في أمسية العيد المزينة بالمصابيح الملونة ...
ثم غلبها النوم فرأت أبوها في المنام فطلبت منه أن
يأخذها معه و لا يتركها وحيدة فإذا بأبيها يتقدم إليها بحنان و يحملها بين ذراعيه و يذهب بها
بعيدا عن البرد ... بعيدا في السماء ... و يسيران معا في رحلة مشوقة لطالما حلمت بها من زمن بعيد.
في صباح اليوم التالي تجمع الناس حول بائعة الشموع و قد أصبحت جثة هامدة بدون حراك .
في تلك الليلة كان الكثيرون من الأطفال ينامون هنيئين في أحظان والديهم و في بيوت دافئة
و في فراش ناعم على أسرة جميلة . | |
|