المدير المدير العام
عدد المساهمات : 137 تاريخ التسجيل : 16/11/2009 العمر : 35
بطاقة الشخصية العب معنــــــــــــــــا: 5
| موضوع: ◄ :: || :: ثــمــــــــــن الحيــــــــــــاة :: || :: ► هل أشتري !! الأربعاء ديسمبر 23, 2009 7:27 am | |
| :: :: في هذا الوقت وقفت تحت جدران بيتنا الذي أصبح من الآثار القديمة التي لا يؤبه لجمالها , بعد
أن كـان تحفة فنيه في القرن الماضي , هيهات أن تروق في نظر الذوق الحديث هذه الحيطان
البالية والمتكسرة , وتلك الفجوات تخترق نوافذه الزجاجية , وشِباك العنكبوت في كـل مكان .
وأغصان الشجر بلا ورق يكاد الجفاف أن يخفيها من الوجود ,, وقفت طويلا ً وعيناي تحوم
باحثة عن ذكرى خالدة , فالبيت مسكون , والشجر إختفى فلا وجود لتلك الطيور المغرده كل
صباح، أظنها تحولت إلى خفافيش , وأرجوحتي التي كنت ألعب بها في صغري أصبحت فتات
حديد لا وزن لها , ولكن شد إنتباهي ضوء قوي من داخـل المنزل يخترق شقوق الجدران ،
توجهت إلى ذاك الشق المضيء لأرى ما مصدر هذا الضوء !! فإذا بالموقد يحتظن بضع
الحطبات والنار مشتعله بداخله ,, تعجبت مما رأيت هنا , هل هذا معقول ؟
وما زاد من إستغرابي وتعجبي هو ذاك الكرسي الخشبي الهزاز الذي كانت تجلس عليه أمي
كل ليلة وتقرأ القرآن أمام الموقد , الكرسي يهتز ويتحرك ولا وجود لأحد عليه ,,
إرتعبت هنا كثيرا ً وبدأت أبكي بلا شعور ولكن لم تكن دموع خوف ,, بل دموع ذكريات
قديمة زادت من أوجاعي , وتركت ذاك الثقب في الجدار خلفي ووضعت ظهري عليه
وواجهت تلك الحديقة القبيحة وجلست على الأرض وأنا ممسكا ً رأسي وأتذكر كل شيء ..
أغمضت عيني المليئة بالدموع المتسابقة وكشر الحزن عن أنيابه تغيرت ملامحي ,,
وكأنني بدأت أبكي بقوة وبصوت تناهيد تتقطع وتقطع القلوب معها , أحسست بشفتاي
تتمزق وأنا أعضّها بشدة وأمسك بشفتي السفليه بطرف أسناني ويدي على رأسي المنحني .
رفعت رأسي لأخذ نفسي وأعود لبكائي وكأني غريق في بحر الحزن والدموع ,,
وكررت أخذ الهواء بشهيق الحسرة وزفير الذكريات , وهنا فتحت عيني لأرى الطيور ترقص
على الأشجار وأوراق الشجر الخضراء تتساقط على أرجوحتي وأرى البراءة بعين طفلين
يلعبان على الأرجوحة وسط الخضار وتحت أشجار تغرد عليها الطيور والشمس تسطع بضوئها
والمنزل يحوطه ذاك الجدار القوي المتماسك , وبسرعة وجهت نظري إلى تلك الثقوب التي
رأيتها منذ قليل على جدار بيتنا وتوجهت إلى مكان الثقب المضيء الذي رأيت منه موقدنا
فلم أجده في مكانه فكل شيء عاد كما كان سابقا ً , تبسمت وعرفت أنني في حلم لن أفيق منه
ولكن أصوات الطيور زادت من أملي فكنت أسمعها بوضوح وأتحسس حرارة الشمس وأرى
وأمسك بأوراق الشجر وأرجوحتي أمامي تتحرك , ولكن للأسف كان هناك خلل فأنا أيضا ً
موجود مع صديقي ألعب في الأرجوحة ,!! تبسمت وقلت في نفسي هل أنا هو هذا ؟
كيف لي أن أصبح إثنين !! تأكدت وقتها أنه حلم وليس بحقيقة ..
وبدأت أجر يأسي ورائي وأنا متجه أريد الخروج من بوابة منزلنا القبيح
فإذا بالبوابة تفتح لي كما كانت تفتح لأبي سابقا ً عند خروجه ,, وشدني شيء من ورائي
فنظرت إليه فإذا به أنا وصديقي!! - في خيالي - وكان عبد الله الصغير يقول لي :
لم أنت حزين يا عبد الله ؟
توقفت عند كلمته كثيرا ً وصعقت عندما سمعت سؤاله !!
وتذكرت طفولتي عندما كنت أقول لرجل عجوز يمر من هنا دوما ً
فأقول له :
لم أنت حزين يا عم ؟
وكان دوما ً يجيبني ذاك العجوز وهو حزين ويقول : لأن للحياة ثمن يا صغيري ..
وقف شعر رأسي في تلك الأثناء وأجبت على عبد الله الصغير .. فقلت له للحياة ثمن يا صغيري ..
وتبسمت وأعطيته ظهري وتوجهت إلى خارج منزلنا، وذهبت لزيارة قبر صديقي الذي شاركني
بحظوره في تلك الأيام قديمة العهد , وطبعا ً وقفت هناك عند قبره وأنا أستغرب أيضا ً من
تلك اللوحة الصغيرة المعلقة على قبره ومكتوب عليها ............
.....
...
::* الموت ثمن الحياة , فإشتر منها الذكريات *::
فهل أشتريها ,, وأذكره ؟ | |
|