المدير المدير العام
عدد المساهمات : 137 تاريخ التسجيل : 16/11/2009 العمر : 35
بطاقة الشخصية العب معنــــــــــــــــا: 5
| موضوع: ما بين انتر الدوري وانتر دوري الابطال الجمعة يناير 08, 2010 4:15 am | |
| يختلف اثنان على المستوى المتميز الذي يقدمه نادي أنترناسينال أو (انتر ميلان) الأيطالي في سيريا آيه، فهو بطل البطولة في الأربع سنوات الأخيرة، ولم يعد ينافسه فيها أحد. وتستطيع منذ الجولة السابعة أو الثامنة أن تعرف أن مصير الدوري الأيطالي يسير في اتجاه الانتر العنيد رغم خسارته من اليوفنتوس مؤخرا. وفي المقابل فإنك تبقى حائراً كل عام وأنت تشاهد الأنتر الهزيل في دوري أبطال أوروبا. وعقدته دائماً أمام الفرق الكبيرة فقد خرج الموسم الماضي بعد التعادل سلبياً على أرضه أمام مانشستر يونايتد الأنجليزي والخروج بعد ذلك بهدفين نظيفين في أرض الأولد ترافد. وها هو السيناريو يتكرر هذا العام في برشلونة الذي لم يلعب مكتمل الصفوف وفاز بهدفين في الكامب نو. إذن ما سر تألق الأنتر أمام الكبار والصغار في الدوري الأيطالي وما سر إخفاقه في دوري أبطال أوروبا؟
لا يوجد منافس :
من المعلوم أن الأنتر في الدوري الأيطالي لم يجد حتى الآن منافساً حقيقياً في السنوات الأخيرة يقارع هذا الفريق بكامل نجومه، فقد أجهزت العقوبات على اليوفنتوس وهبطت به إلى مصاف أندية الدرجة الثانية قبل 3 أعوام، وخرج منه معظم لاعبيه المتميزين، وقد عاد من جديد إلى السيريا أ ضعيفاً لا يمتلك نفساً طويلاً للسير قدما للمنافسة على اللقب. أما بخصوص أسي ايه ميلان وهو المنافس الرئيسي للأنتر فلم يعد للميلان ذلك الصيت كما هو في السابق، وقد وضح ذلك ً مع خروج البرازيلي كاكا إلى نادي ريال مدريد. ويتخبط دائماً رئيس النادي برلسكوني وإدارة هذا النادي العريق بقيادة غالياني في تعاقداتها دائماً التي لم تعد تغني ولا تسمن من جوع. أما روما وهو المنافس الأقل حظاً من بين كل هؤلاء فقد حاول كثيراً أن يشد من أزره لمقارعة الأنتر على لقب الدوري، وقد فعل ذلك فعلاً في الموسم قبل الماضي قبل رحيل السيد روبرتو مانشيني حين خطف الأنتر الدوري في الأسبوع الأخير. ولكن نادي العاصمة الأيطالية عادتاً ما يجد أمامه الكثير من العقبات، خصوصا وأن خزينة النادي ضعيفة من ناحية الموارد المالية. أذن ومع كل تقديري واحترامي لبقية الفرق في أيطاليا فإن الأنتر يجد في الدوري الأيطالي حالياً نزهة خصوصا مع وجود مدرب على مستوى عالمي كالبرتغالي السيد جوزيه مورينيو الذي خلق خلال سنتين شخصية لهذا الفريق كان يفتقدها مع سلفه من المدربين.
حكمة صرف الأموال :
وإذا أخذنا الأنتر كفريق تسلسلي، فسنجد أن النادي يسير بخطى ثابتة لدى عائلة موراتي الشهيرة فهي تصرف الأموال بحكمة وذكاء على النادي وعلى تعاقداته، كما أن الفريق مدجج بعدد كبير من اللاعبين الرائعين من مختلف الجنسيات، ولديه دكة بدلاء تتميز بالوفرة والنوع. وبالوصول إلى المدرب مورينيو فقد أثبت بأنه على قدر كبير من الدهاء الكروي في التعامل بأسلوب ناجح مع الإدارة، كما أنه استغنى عن أغلب المهاجمين المؤثرين في الفريق، وعمل على إنشاء فريق جديد قادر على المنافسة، حيث لم يعد هناك السويدي زلاتان ابراهيموفيش ولا البرازيلي أدريانو ولا الأرجنتيني هرنان كريسبو ولا الأرجنتيني الآخر خوليو كروز. بل أوجد لاعبين من طراز جديد وبأساليب مختلفة كالكاميروني صامويل أيتو والأرجنتيني دييغو ميليتو والأيطالي ماريو بالوتيلي والهندوراسي ديفيد سوازو. ويتميز الأنتر كذلك بوجود قائد عظيم للفريق وهو الارجنتيني الغيور خافيير زانيتي الذي يعد أحد أفضل اللاعبين في عالم كرة القدم رغم وصوله إلى سن 36 عاما إلا أن عطاءه لا يزال شاهداً رئيسياً على أن هذا اللاعب من عالم مختلف علاوة على أنه يجيد اللعب في أكثر من مركز.
المشكلة الكبرى :
فما هي المشكلة أذن؟ تتلخص مشكلة الانتر في دوري أبطال أوروبا ومشكلة غالبية الفرق في أيطاليا بحسب وجهة نظري في مرحلة التحضير قبل البطولة، حيث لا يضع الفريق التركيز الذهني المطلوب -ليس الكامل- على لقب دوري الأبطال، بل عادتاً ما يفكرون في مصير الدوري الأيطالي قبل دوري الأبطال رغم وجود النية أثناء فترة التعاقدات مثلاً على إحراز البطولة. كما أن للصحافة الأيطالية الشرسة دور كبير جداً في خلط أوراق معظم الفرق الأيطالية بصب سيل من الاتهامات والانتقادات خصوصا للمدربين واللاعبين وتصدر عليهم أحكاما مبكرة كما فعلت مثلا هذا العام مع المدرب البرازيلي للميلان السيد ليوناردو حيث كادت أن تقصف به كمدرب قبل أن يثبت نفسه فيما بعد. كما تمارس معظم إدارات الأندية الأيطالية ضغطا رهيبا على المدربين في حال الإخفاق للوصول للهدف. فالسيد ماسيمو موراتي أعلنها صراحة منذ اليوم الأول لقدوم السيد جوزيه مورينيو بأنه جاء به ليحرز دوري أبطال أوروبا، وأنه مستعد أن يدفع راتباً خيالياً للبرتغالي الداهية لإحراز لقب هذه البطولة. واليوم وبحسب وجهة نظره بأنه لم يفعل أكثر مما كان يفعله السيد روبرتو مانشيني. وهو معرض حقيقةً للإقالة.
الحل المطلوب :
لعل المطلوب في أيطاليا وخصوصا مع حالة أنتر، أن تلعب الصحافة الأيطالية دورا إيجابيا في تعزيز قدرات اللاعبين ولا تشعرهم دائما بالاحباط المتواصل من جراء عدم ظفر أي الأندية بهذا اللقب. كما تفعل صحيفة الماركا الأسبانية على سبيل للنادي الملكي ريال مدريد. أضافة إلى أهمية التركيز الذهني من قبل كافة العاملين والإداريين واللاعبين الذي ينبغي أن ينصب في بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث أن هذه البطولة تتطلب تركيزا عاليا، حيث يمكنك على سبيل المثال في بطولة الدوري أن تخسر مرة أو مرتين وتفوز باللقب، ولكن في دوري الأبطال قد تخسر مباراة واحدة وتكلفك البطولة. كما أن الاستقرار الفني للمدرب مهم للغاية، وعدم ممارسة الضغوط عليه باقالته في حال الفشل، فيدخل هو وزملاءه اللاعبين بروح هزيلة قد لا تساعد في خلق ذهن صافي لإحراز بطولة. ومع ذلك فإن الانتر يبقى فريقا قويا مع مورينو وأعتقد بأنه بحاجة لمزيد من الوقت ليكون قويا بما فيه الكفاية لإحراز دوري أبطال أوروبا ولمقارعة برشلونة ومانشستر وتشلسي والارسنال وغيرهم.
| |
|