mohssine عضو جديد
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 12/12/2009
| موضوع: الثنمية البشرية مفهوم وأبعاد الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 4:51 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم أعضاء و زوار منتدى الحي الجامعي أقدم اليوم لكم موضوع حول : ـ التنمية البشرية المفهوم والأبعاد إن التنمية عملية متعددة الأبعاد ومتنوعة المجالات . ورغم أن النمو الاقتصادي يمثل جوهر عملية التنمية والقوة الدافعة لها ، إلا أن هذا لا يقلل من أهمية الأبعاد الأخرى للتنمية سياسية كانت أو بشرية . فبناء المؤسسات السياسية وتمكينها وتفعيل دورها وتشجيع الممارسات الديمقراطية إحدى المؤشرات الأساسية لمستوى التنمية الذي حققته الدولة . كما يمثل التعليم قاعدة الانطلاق الحقيقية للتنمية وذلك بالنظر إلى دوره في تحقيق التنمية البشرية والارتقاء بقدرات ومعارف ومهارات الأفراد الذين هم سواعد العملية التنموية وتشكيل اتجاهاتهم وقيمهم . فالتنمية ليست خلق شئ من عدم ، ولكنها استثمار للطاقات والقدرات المادية والبشرية الموجودة في المجتمع لتحقيق الرفاهية للجميع . ولقد اكتسب مفهوم التنمية البشرية اهتماماً خاصاً ومتزايدا منذ عام 1990م عندما قام البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بتكوين فريق من الخبراء للبحث في مفهوم التنمية البشرية وتقديم تقرير سنوي عنه .-2 المكون الاقتصادي في التنمية البشرية :يمثل المكون الاقتصادي في التنمية البشرية بعداً وشرطاً أساسياً من شروطها ، كما أنه يتمثل في العديد من العناصر الاقتصادية مثل الموارد المادية والطبيعية ، والمواصلات والنقل والمرافق العامة والنظام المصرفي والأجور وقوة العمل وأدوات الإنتاج ورؤوس الأموال والأسواق والطاقة والمياه والمواد الخام والاستثمار والإدخار والتنظيم الاقتصادى الفعال . ولكن لا يرضى معظم العلماء في مجال العلوم الاجتماعية عن تناول التنمية بمدخل اقتصادي صرف ، فهناك انتقادات عديدة لفلسفة اختزال التنمية إلى مجرد التنمية الاقتصادية ، وبالأخص إذا ما اختزلت هذه الأخيرة إلى النمو الاقتصادي . ويهدف المفهوم الشامل للتنمية البشرية إلى إعادة تركيز الاهتمام ليس فقط على الوسائل ، ولكن أيضاً على الغايات . وهكذا فإنها - أي التنمية البشرية- تضع الناس في موقع الصدارة . وتجدر الإشارة إلى عمق العلاقة بين نمو الدخل والتنمية البشرية ، فالنمو الاقتصادي ضروري للتنمية البشرية . ولكن منجزات التنمية البشرية لا تتحقق تلقائياً من المعدلات المرتفعة لنمو الدخل . إن النمو الاقتصادي ليس غاية في حد ذاته ، ولكنه - من منظور التنمية البشرية - وسيلة لضمان رفاه السكان من خلال التوسع في فرص التوظف وتحسين توزيع الدخل . كما أن هدف التنمية هو خلق بيئة تيسر للناس الاستمتاع بحياة صحية وطويلة وخلاقه ، والتنمية البشرية تحقق كلا من تنمية القدرات البشرية من خلال الصحة والمعرفة والمهارات . واستخدام الناس في مجالات تتسق مع ما يكتسبون من هذه القدرات . ويجب التأكد على أن تطوير القدرات البشرية ليس مجرد وسيلة ، وإنما هو هدف في حد ذاته ، طالما أن المضي في هذا التطور يقوى الناس ويزيد من مقدرتهم على المشاركة الكاملة في تشكيل مستقبلهم . كما يعتبر مفهوم التنمية البشرية - انطلاقاً من هذه الرؤية الشاملة - أرحب مجالاً من نظريات التنمية الاقتصادية التقليدية ، فنماذج النمو الاقتصادي تتناول زيادة الناتج القومي أكثر مما تتناول تحسين نوعية حياة البشر ، لذلك يتعين البحث عن بديل لمتوسط نصيب الفرد من الناتج القومي كمقياس لدرجة تقدم الأمم ولمتابعة هذا التقدم . وقد تزايد استخدام دليل التنمية البشرية كمؤشر مركب يقيس مدى تلبية الاختبارات الأساسية لشعب ما ، أو لجماعات نوعية أو إقليمية ، أو لفئات اقتصادية اجتماعية . ومع ذلك هناك إدراك واسع لحقيقة أنه على الرغم من أن دليل التنمية البشرية يلخص وضع هذه التنمية في أي دولة ، إلا أنه ليس مقياساً شاملاً لكل جوانب رفاهية البشر.ولكن هناك سؤال يطرح نفسه على بساط البحث مؤداه : لماذا يكون هناك تعارض بين زيادة الثروة إلى أقصى حد وبين التنمية البشرية ؟ أليست الأولى لا غني عنها للأخيرة ؟ إن الثروة مهمة للحياة البشرية ، ولكن التركيز عليها خطأ لسببين : أولهما أن تجميع الثروة ليس ضرورياً لتحقيق بعض الاختبارات البشرية الهامة . ففي واقع الأمر يختار الأفراد وتختار المجتمعات اختيارات كثيرة لا تتطلب ثروة على الإطلاق . فالمجتمع لا يتعين بالضرورة أن يكون غنياً ليكون قادراً على توفير الديمقراطية ، والأسرة لا يتعين بالضرورة أن تكون غنية لتضمن حقوق كل فرد من أفرادها ، والأمة لا يتعين بالضرورة أن تكون غنية لتعامل نساءها ورجالها معاملة متساوية . فالتقاليد الاجتماعية والثقافية القيمة يمكن صونها على جميع مستويات الفعل ، وتصان فعلاً على جميع مستويات الدخل ، فثراء ثقافة من الثقافات يمكن أن يكون مستقلاً إلى حد كبيـــر عن ثروة البشر . وثانيهما : أن الاختيارات البشرية تتجاوز كثيراً الرفاه الاقتصادي ، فقد يريد البشر أن يكونوا أغنياء ، ولكنهم يريدون أيضاً أن ينعموا بحياة طويلة وصحية ، وأن ينهلوا كثيراً من نبع المعرفة ، وأن يشاركوا بحرية في حياة مجتمعهم ، وأن يتنفسوا هواء نقياً ، ويستمتعوا بمسرات الحياة البسيطة في بيئة مادية ونظيفة ، ويقدروا راحة البال التي تنبع من أمنهم في بيوتهم وفي أعمالهم ومجتمعهم . كما أن الثروة القومية قد توسع اختيارات الناس ، ولكن قد لا تفعل ذلك ، فتوظيف الأمم لثرواتهم ، وليس الثروات نفسها هو الشئ الحاسم . وما لم تعترف الطبقات بأن ثروتها الحقيقية هي أناسها ، فإن استحواذ فكرة تكوين الثروة المادية على الأذهان لإفراط يمكن أن يطمس الهــــدف النهائي لإثراء حياة البشر .وبالرغم من أنه يوجد ارتباط مؤكد بين الثروة والرفاه البشري ، فإن هذا الارتباط ينهار في مجتمعات كثيرة للغاية . فهناك بلدان كثيرة نصيب الفرد فيها من الناتج القومي الإجمالي مرتفع ، ولكن مؤشرات التنمية البشرية فيها منخفضة ، والعكس صحيح . وهناك بلدان تتعادل في مستويات نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي ، ولكن قد يكون هناك اختلاف شاسع بينهم في مؤشرات التنمية البشرية ، وذلك تبعاً لتوظيفها لثروتها القومية فزيادة الثروة إلى أقصى حد وإثراء حياة البشــــــر لا يلزم أن يتحرك بنفس الاتجاه . ويرى البعض أن الثراء ينبغي أن لا يقدر كغاية في حد ذاته ، ومع ذلك فهو أهم وسيلة لتحقيق الأهداف الأساسية بدرجة أكبر ومنها هدف أرسطو المتعلق بكفالة حياة مزدهرة . وإذا أخذنا نموذجاً بارزاً وهو(ارثر لويس) أحد كبار خبراء الاقتصاد في العصر الحديث ، والفائز بجائزة نوبل فسنجد أنه لم يكن لديه شك يذكر في أن الهدف المناسب هو زيادة \"نطاق الاختيار البشري\" وقد اعترف أيضاً بالدور السببي لكثير من العوامل في تعزيز حرية الاختيار . ولكنه قرر أن يركز بالتحديد على الإنتاج للفرد الواحد ، لأنه يعطي الإنسان سيطرة أكبر على فئته وبذلك يزيد حريته والواقع أن محور تركيز كتابه الكلاسيكي كان دقيقاً بدرجة جعلته يؤكد أن \"موضوعنا هو النمو وليس التوزيع\" ومع ذلك فبدون التوزيع الملائم والسياسة العامة الملائمة ، قد يفشل النمو الاقتصادي في التحول إلى التحسينات في حياة البشر وتؤكد الدراسات التي جرت مؤخراً أنه حتى عندما تظهر البيانات المشتركة بين البلدان وجود علاقات إيجابية عموماً وهامة إحصائياً بين نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي ومؤشرات نوعيه الحياة ، فإن قدراً كبيراً من هذه العلاقة يتوقف على توظيف الدخل الزائد في تحسين التعليم العام والصحة العامة وفي الحد من الفقر المدقع . وهذا يعني أن الأهم هو الكيفية التي يؤثر بها نمو الناتج القومي الإجمالي على التنمية البشرية ، فهناك دخول متماثلة وتنمية بشرية مختلفة . بل إن الكثير يتوقف على كيفية تقاسم ثمار النمو الاقتصادي ، لاسيما ما يناله الفقراء ، وعلى ما يســــتخدم من الموارد الإنسانية لدعم الخدمات العامة ، لاسيما الرعاية الصحـــــــية الأولوية والتعليم الأساسي . صفوة القول ، أن مستوى الدخل ليس وحده الذي يهم ، بل ما يهم أيضاً هو وجه استخدام هذا الدخل ، فالمجتمع قد ينفق دخله على الأسلحة ، أو ينفقه على التعليم ، والفرد قد ينفق دخله على المخدرات ، وقد ينفقه على الغذاء الضروري والشئ الحاسم ليس عملية زيادة الثروة إلى أقصى حد بل الاختيارات التي يختارها الأفراد وتختارها المجتمعات . وهذه حقيقة بسيطة كثيراً ما تنسى . ومن ثم فلا يوجد تعارض أساسي بين اعتبار النمو الاقتصادي بالغ الأهمية واعتباره أساساً غير كاف للتنمية البشرية فنمو الدخل لن يعزز أحوال معيشة الفقراء إلا إذا حصلوا على نصيب من الدخل الإضافي أو إذا استخدم في تمويل خدمات عامة لقطاعات من المجتمع كانت ستحرم لولا ذلك من تلك الخدمات . ومرة أخرى يتبين أن القضية الرئيســـــــية هــــــي الحاجة إلى تقييم تعزيز القــــدرات البشـرية بــــــــدلاً من النهوض بالنمو الإجــــــمالي مع تجاهل ما يلزم لجعل ثـــــمار النــــــمو تخدم مصالح أولئك الأقل حظاً .وترفض التنمية البشرية التركيز على الناس كرأس مال بشري ، وهي تقبل الدور الرئيسي لرأس المال البشري في تعزيز إنتاجية البشر ، ولكنها معنية بنفس القدر بتهيئة البيئة الاقتصادية والسياسية التي يمكن للناس أن يوسعوا فيها قدراتهم البشرية ، وأن يستخدموا تلك القدرات على نحو مناسب ، وهي معنية أيضاً بالاختيارات البشرية التي تتجاوز الرفاه الاقتصادي وتحسين رأس المال البشري يعزز بالطبع الإنتاج والرفاه المادي ، مثلما فعل في اليابان وشرق آسيا ، ولكن يصبح أن نتذكر وصية \"إيمانويل كانت\" بأن تعامل البشرية كغاية من ناحية ، وليس كوسيلة فقط أبداً ، فنوعية حياة الإنسان غاية | |
|
المدير المدير العام
عدد المساهمات : 137 تاريخ التسجيل : 16/11/2009 العمر : 35
بطاقة الشخصية العب معنــــــــــــــــا: 5
| موضوع: رد: الثنمية البشرية مفهوم وأبعاد الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 7:31 pm | |
| موضوع رائع أخي و يستحق التثبيت | |
|